مخاطر مياه الصرف الصحي الصحية على الانسان والمزروعات:
تصنف المياه الى ثلاثة اقسام هي: المياه البيضاء (وهي المياه الصالحة للاستخدام الادمي) والمياه الرمادية(وهي المياه المعالجة والتي تستخدم للري) و المياه السوداء (وهي مياه الصرف الصحي).
ومياه الصرف الصحي تحوي اكثر من 15 مرضا خطيرا مميتا نتيجة لاحتوائها على أنواع كثيرة من الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا والطفيليات والفيروسات بالاضافة للمعادن الثقيلة والمواد السامة المستخدمة في الغسيل والنظافة
مما يهدد بكارثة صحية وبيئية لا علاج لها. وتزداد خطورتها إذا كانت هناك نسبة عالية من المرضى في المجتمع الذي خرجت منه مياه الصرف الصحي كالمستشفيات مثلاً..
والميكروبات في مياه الصرف الصحي كثيرة كما اسلفنا ومنها أنواع من البكتريا المرضية وتتواجد بتركيزات عالية ومنها الهوائية واللاهوائية، وعلى سبيل المثال بكتيريا السالمونيلا المسببة لمرض التيفود والباراتيفويد والنزلات الحصوية الحادة وبمعدل قد يصل إلي 8 آلاف خلية في كل مائة ملليتر مياه، حيث ثبت أن نحو واحد في الألف من السكان يخرجون السالمونيلا مع فضلاتهم، وهناك أيضا "الشيجلا" المسببة للدوسنتاريا والدوسنتاريا الباسيلية والإسهال ويسهل انتشارها بسرعة بين المعرضين لمياه الصرف الصحي وهي بكتيريا طويلة العمر
وهناك أيضا مايسمي بالبكتيريا الانتهازية، وهي عدة مجموعات وتصيب بشكل خاص الأطفال وكبار السن والضعاف، وتنتشر من خلال فضلات الإنسان مما يصعب السيطرة عليها، كما أن هناك الفيروسات المرضية التي تتكاثر
في القناة الهضمية وتصيب الجهازين التنفسي والهضمي وتسبب الالتهابات والشلل. ومن امثلة الطفيليات طفيل "جيارديا" الذي ينتشر بالصرف الصحي وهذه الطفيليات تهاجم خلايا الأمعاء وتتكاثر بها.
تعتبر الدراسات مياه الصرف الصحي أحد مصادر التلوث المائي، وأحد المصادر الخطرة ففضلاً عن احتواءها على كميات هائلة من الميكروبات فهي تحتوي على المركبات العضوية والكيميائية كالنترات وسوائل التنظيف والزيوت بأنواعها والأدوية والمطهرات..
إن تأثير تلك المياه خطير جداً لما تحتويه من مواد خطرة.. فالنتروجين الذائب يتأكسد إلى نترات ويسبب الأمراض للإنسان حيث يصل أيون النترات والنيتريت مع مياه الري أو الصرف، أو تخزينه في بعض النباتات من أنسجتها بنسبة عالية مما يفقدها الطعم وتغير لونها ورائحتها، وتنتقل النترات عبر السلاسل الغذائية للإنسان فتسبب فقر الدم عند الأطفال وسرطان البلعوم والمثانة، وأوضحت الدراسات أن التربة الملوثة بمياه الصرف الصحي تختلف عن التربة الطبيعية، لاحتوائها على نسبة عالية من تركيزات الملوثات مثل النترات والفوسفات والكبريتات، علاوة على وجود تراكيز عالية من العناصر الثقيلة الضارة ذات الخطورة مثل الماغنيزيوم والنحاس والنيكل والزرنيج، والتي تؤدي إلى تلوث المياه الجوفية والسطحية أثناء مواسم الأمطار، وكذلك تلوث النباتات والمزروعات .
وقد تؤدي إلى الأمراض التي تصيب كل الأجهزة بالجسم، فهي تؤدي إلى إسهالات وآلام في البطن وجفاف في الجسم خاصة الأطفال، والتهاب في عضلة القلب وأمراض بالجهاز التنفسي تؤدي إلى ضيق في التنفس وكحة، وقد تؤدي إلى فشل في التنفس وإصابة بالدرن.. كما أنها تسبب التهاب بالجلد والحلق واتضح من عمليات الاستقصاء الوبائي أن النساء والأطفال والمسنين أكثر الفئات عرضة لهذه الأمراض
تلوث المياه السطحية بمياه الصرف الصحي لا يقل خطراً عن مياه الصرف الصحي ذاتها وذلك لوصول المواد الخطيرة التي ذكرناها في بداية هذا الموضع من احياء دقيقة وعناصر ثقيلة ومواد كيميائية خطيرة على صحة الانسان. وقد تكون اكثر خطراً لاعتقاد الناس انها مياه سطحية نظيفة يمكن استخدامها في الري او الغسيل فضلاً عن استخدامها الادمي لذا فانا احذر من استخدام المياه السطحية في المدن خاصة، لان بعض المنازل بها ابار تستخدم للري وغسيل الاحواش والسيارات.
من المظاهر الخطيرة في هذا الموضع:
# ان صهاريج شفط مياه الصرف الصحي يتعمدون فتح الصنبور الخلفي لتفريغ الماء اثناء مشوارهم للمكان المخصص لتفريغ الحمولة وذلك حتى لا يتأخر اثناء التفرغ لانه افرغ نصف الحمولة او اكثر في الشوارع وهذامشاهد ولا يكاد يغيب عن شوارعنا.
# بعض الصهاريج لا تتوجه لمكان التفريغ بل تذهب لبعض المزارع التي يديرها وافدون اجانب لتفريغ الحمولة كسماد للخضار والاشجار.
# شبكة الصرف الصحي لا تغطي ٢٠٪ من مدن المملكة وحتى العاصمة الرياض لا تغطي الشبكة العامة الا اقل من ٣٠٪ من المنازل والمحلات
# عدم قدرة محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالرياض على استيعاب الكمية الضخمة من المياه يضطرهم لتوجيه مياه الصرف الصحي الخام الى المياه التي تم معالجتها وتحويلها مباشرة للوادي مما يزيد من نسبة التلوثويرفع مستوى الخطر.
# تسربات الصرف الصحي وطفح المجاري في الاحياء يؤدي لتلوث خطير حيث ان الذباب ينقل الميكروبات للمطابخ وللاغذية المكشوفة مما يتسبب بالاصابة بالامراض.
كيف يتجنب المواطن مخاطر الصرف الصحي؟
# الحرص على عزل خزانات المياه جيداً حتى لا تتسرب اليها مياه الصرف الصحي.
# ابعاد البيارة عن خزان المياه بمسافة لا تقل عن عشرة امتار مع انخفاض قاع البيارة عن قاع الخزان بمتر على الاقل.
# الحرص على عدم انسداد مواسير التصريف حتى لا يحدث طفح لمياه الصرف الصحي.
# تجنب زراعة الاشجار الكبيرة بجانب الخزان او البيارة حتى لا تخترقها جذور هذه الاشجار وتكون قنوات توصيل بينهما.
# التبليغ عن اي طفح لمياه الصرف الصحي بالاتصال على ٩٤٠.
الحلول التي قد تساعد على التغلب على مشكلة وخطورة الصرف الصحي:
# انشاء محطات معالجة صغيرة في الاحياء وتكون تحت الارض وبالتحديد تحت الحدائق العامة في الاحياء للاستفادة من المياه المعالجة بدقة وكفاءة لري الحديقة واشجار شوارع الحي، وتصريف الفائض لشبكة الصرف العامة. ولو انشأت هذه المحطات تحت منتزه سلام وحديقة الفوطة والملز كأكبر الحدائق في الرياض، وهذا على سبيل المثال.
# التوسع بانشاء محطات معالجة في المجمعات السكنية الكبيرة والجامعات والمستشفيات (يوجد بعضها في الرياض).
# الرفع من مستوى الرقابة على صهاريج شفط البيارات وتغليظ العقوبة على من يثبت عليه التلاعب بصحة المجتمع.
# الاستفادة من غاز الميثان المتصاعد في انتاج الطاقة.
# التوسع السريع بانشاء شبكات الصرف الصحي في كل المدن والقرى وربط جميع المنازل والمحلات التجارية والمرافق العامة بشبكة الصرف الصحي.
# عمل البحوث عن تأثير مياه الصرف الصحي على صحة الانسان وعلاقتها ببعض الامراض.
# يجب على الجهات المختصة اجراء المزيد من الدراسات على الاثر البيئي لمياه الصرف الصحي.
محمد بن عبدالله الشارخ
استشاري تدريب
نائب رئيس مجلس ادارة الجمعية الخيرية للتوعية الصحية (حياتنا)